الأُصُولُ العَشَرَةُ
الشّيخ نجم الدّين الكبرى
قدّس الله تعالی سرّه
وفات قرن هفتم هجری قمری
قال الشّیخ - قدّس الله تعالی سرّه - :
الطّرق إلی الله بعدد أنفاس الخلائق.
و طریقنا الّذي نشرع في شرحه
أقرب الطّرق إلی الله تعالی
و أوضحها و أرشدها.
و ذلک لأنّ الطّرق مع کثرة عددها
محصورةٌ في ثلاثة أنواعٍ.
*******
أحدها
طریق أرباب المعاملات
بکثرة الصّوم و الصّلوة و تلاوة القرآن
و الحجّ و الجهاد
و غیرها من الأعمال الظّاهرة
و هو طریق الأخیار
فالواصلون بهذا الطّریق
في الزّمان الطّویل
أقلّ من القلیل.
*******
و ثانیها
طریق أرباب المجاهدات و الرّیاضات
في تبدیل الأخلاق
و تزکیة النّفس
و تصفیة القلب
و تجلیة الرّوح
و السّعي فیما یتعلّق بعمارة الباطن
و هو طریق الأبرار
فالواصلون بهذا الطّریق
أکثر من ذلک الفریق
لکن وجود ذلک مِن النّوادر
کما سأل ابنَ منصورٍ عن إبراهیم الخوّاص :
« في أيّ مقامٍ تروض نفسک؟ »
قال :
« أروض نفسي في مقام التّوکل منذ ثلاثین سنةً »
فقال :
« أفنیت عمرک في عمارة الباطن
فأین أنت مِن الفناء في الله؟ »
*******
و ثالثها
طریق السّائرین إلی الله
و الطّائرین بالله
و هو طریق الشّطّار
من أهل المحبّة
السّالکین بالجذبة
فالواصلون منهم في البدایات
أکثر من غیرهم في النّهایات .